تربية الطفل فريضة دينيه

من طرف nona الجمعة نوفمبر 20, 2009 7:40 am

و بما ان الطفل هو الانسان الذي ينمو و يكبر ليكون العنصر الفاعل في المجتمع ، من هنا يتعين على ارباب الاسر ان يركزوا ويهتموا في تربية هذا الفرد الفاعل و العنصر الذي من الممكن ان يكون شخص مستقيم و من الممكن ان يكون شخص منحرف لا قدر الله . لقد اكد ائمة اهل البيت عليهم افضل الصلاة و السلام على هذا الجانب بأحاديثهم التربوية و الاخلاقية ،على اهمية تربية الاطفال و الناشئة البراعم ، و عندما ندرس حديث للامام الصادق عليه السلام تتجلى لنا نظرته الثاقبة فيقول الامام عليه السلام ( وتجب للولد على والده ثلاث قبل ان يكون مخلوقا ، اختياره والدته و يحسن اسمه و المبالغة في تأديبه ) و في الاولى يشير الامام صلوات الله عليه ان حجر الام له التاثير الكبير في نشأة الطفل و تربية و اعداه للحياة و في الثانية يوضح الامام عليه السلام لابد ان يُسمى الطفل بأسم لائق به اجتماعيا ، فأذا كان عكس ذلك من الممكن ان يسبب للطفل الكثير من الازمات و العقد النفسية على مرور الوقت و بالنتيجة ينعكس ذلك على نفسيته و من ثم سلوكه مع المجتمع ، اما في الثالثة يؤكد امامنا الصادق عليه افضل الصلاة و السلام ، المبالغة في تاديبه ، من هذا السياق يُفهم ان تأديب الولد حق و واجب على عاتق الاب من هنا يُفهم ان الاعداد لتربية الطفل قبل ولادته شيء ليس بالاعتيادي ابدا بل على الاب ان يوفر ادوات الادارة البيتيه للطفل و الاسرة و ان يجعل من شخصه اب و مربي و قادر على تحمل تلك المسؤولية الكبيرةو الا افسد الكثير من بيته و مجتمعه . و ما اكثر الاباء و الامهات الذين يعودون اطفالهم على الصفاة البذيئة و السلوك الاهوج منذ الصغر فيبقى الطفل مأسور لتلك الاخلاق و السلوكية و الصفاة السيئة التي اكتسبها من الابوين و من محيط اسرته و ما اكثر الاباء الذين يجهلون او يتجاهلون التعاليم الدينية و العلمية فيصطحبون اطفالهم الى مجالس لا ترضي الله تعالى ، و اخيرا يرتكب الاطفال الافعال القبيحة امام عيون الاهل و بشكل اعتيادي و صدق الشاعر حين قال : اذا كان رب البيت بالدف راقصا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص و عند ذلك ينشأ الاطفال نشأة فاسدة و يتطور سلوكهم اخيرا الى حد الاجرام بجسارة شديدة عند ذلك لايستطيع رب الاسرة ان يفعل شيء و فات الوقت على ذلك. ورد عن نبينا الاكرم صلى الله عليه و اله و سلم ( من ترك حرفا من الشرع احوجه الله اليه ) لذا ان الاهتمام بتعاليم ديننا العظيم هو النجاة بأجيالنا و تربيتهم على المبادئ الاسلامية الساميه التي تجعل من الفرد نموذج رائد بالمجتمع الاسلامي كثير من الاباء و الامهات يتركون اولادهم و بناتهم في لهو مستمر و عندما يُنبهوا عن ذلك الخطأ يجيبوك ( اتركهم مازالوا صغار ) او يردوك بالحديث الذي اسائوا فهمه ( خلقوا لزمان غير زماننا ) و هكذا . هنا يرد علماء التربية و الاجتماع بالنظرية الرائعة ، وهي ان التربية لها موسم خاص كما لبقية النباتات و الاشجار موسم ايضا ، و القول المشهور يؤكد ذلك ( العلم في الصغر كالنقش في الحجر ) ، ان ارباب الاسر من الاباء و الامهات المؤمنين و الملتزمين بالتعاليم السماوية قادرون ان يربوا اطفالهم تربية صحيحة و ان يبذروا فيهم بذور الايمان و التقوى و ان يزرعوا في نفوسهم و عقولهم و ينموا تلك الفطرة الالهية ، و ما احوج مجتمعنا الى ذلك في هذا العصر الحديث الذي يوجه اكثر الناس اهتماماتهم فيه الى الشؤون المادية والاهتمام المفرط بقشور الحضارة والثقافة السطحية والبراقة ويترك تنمية المواهب الروحية ذات الفطروية الالهية التي هي اساس الفضيلة ورصد السعادة الحقيقية، فأذا أردنا جيل واعي يحفظ حقوق إسلامه على نفسه وحقوق الآخرين، فعلى الجميع أن يقوموا بتربية أطفالهم وأجيالهم على النظام الألهي والقرآن الكريم أضافة إلى الحضارة والثقافة الواعية التي لا تتعارض مع الدستور الألهي. الشيء المهم على الأباء والأمهات أن يكونوا واعين إلى مسؤوليتهم الشرعية التي كلفهم الله بها أتجاه أطفالهم وأجيالهم، وأن يحملوا أطفالهم إلى الأخلاق الفاضلة والعادات الحميدة وتوجيههم للسلوكية المستقيمة، وأود أن أشير إلى مفصل مهم من مفاصل تربية الأطفال. من المهم والمفروض أن تخظع أسماع الطفل وأبصاره التي توعز بالفهم والأدراك إلى عقله وقلبه برقابة دائمة، كما أن الرقابة على الأفلام والمسلسلات التي نراها في شاشات التلفزة من خلال الفضائيات من مهام ومسؤوليات رب الأسرة، كل هذا من أجل أن ينشأ الطفل يقود أسرة أخرى صالحة كحلقة جديدة تنخرط في صفوف المجتمع بالطريقة الصحيحة والنهج المستقيم وبذلك يبقى مجتمعنا الإسلامي قوي بتبنيه عقائده الإسلامية والأفكار الثقافية البنائة التي تجعل من الأسرة مصنع للأجيال الصالحة، ختام القول أزرع بذرة تحصد ثماراً